yso3-love.mam9.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

yso3-love.mam9.com

gded
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الجزء الخامس من القداس الالهى بقلم الانبا روفائيل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




الجزء الخامس من القداس الالهى بقلم الانبا روفائيل Empty
مُساهمةموضوع: الجزء الخامس من القداس الالهى بقلم الانبا روفائيل   الجزء الخامس من القداس الالهى بقلم الانبا روفائيل Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 03, 2008 10:53 pm


(11)
القداس الإلهي
لنيافة الأنبا رافائيل


جسد المسيح

عندما نتكلَّم عن القربانة كنموذج لشرح تكوين الكنيسة وطبيعتها وارتباطها بالمسيح في وحدة الحب، وذلك قبل أن تتحول القربانة نفسها بفِعل الصلاة والتقديس وحلول الروح القدس إلى جسد حقيقي للرب يسوع.. لا يجب أن يختلط المعنى في ذهننا بين جسد المسيح الخاص المولود من العذراء مريم بلا خطية والذي نأكله على المذبح، وبين جسد المسيح الذي هو الكنيسة، المكونة منَّا كأعضاء في هذا الجسد.. "وأمّا أنتُمْ فجَسَدُ المَسيحِ، وأعضاؤُهُ أفرادًا" (1كو12: 27).

التمايز بين جسد المسيح الخاص والكنيسة جسد المسيح

+ فالكنيسة ليست مولودة من العذراء مريم، بل المسيح وحده الذي هو رأس الكنيسة.. "وإيّاهُ جَعَلَ رأسًا فوقَ كُل شَيءٍ للكَنيسَةِ" (أف1: 22).

+ والكنيسة لم تُصلب مع المسيح، بل هو مات وحده عنَّا.. "قد دُستُ المِعصَرَةَ وحدي، ومِنَ الشُّعوبِ لم يَكُنْ معي أحَدٌ" (إش63: 3). ولذلك قال السيد المسيح للكنيسة (جماعة الرسل): "هوذا تأتي ساعَةٌ، وقد أتتِ الآنَ، تتفَرَّقونَ فيها كُلُّ واحِدٍ إلَى خاصَّتِهِ، وتترُكونَني وحدي. وأنا لستُ وحدي لأنَّ الآبَ مَعي" (يو16: 32).

+والسيد المسيح هو فادينا، لأنه صُلب وحده عنَّا، فلو صُلبت الكنيسة معه أي صُلبنا نحن معه على الجلجثة فكيف يكون فاديًا لنا؟
إنه فادي لأنه مات بدلاً ونائبًا عنَّا، ولم نمت نحن معه في الجلجثة في الصليب لأننا لم نكن موجودين آنئذٍ. لقد نلنا نصيبنا في صليبه عندما اعتمدنا باسمه القدوس.. "فدُفِنّا معهُ بالمَعموديَّةِ للموتِ، حتَّى كما أُقيمَ المَسيحُ مِنَ الأمواتِ، بمَجدِ الآبِ، هكذا نَسلُكُ نَحنُ أيضًا في جِدَّةِ الحياةِ؟ لأنَّهُ إنْ كُنّا قد صِرنا مُتَّحِدينَ معهُ بشِبهِ موتِهِ، نَصيرُ أيضًا بقيامَتِهِ" (رو6: 4-5). "مَدفونينَ معهُ في المَعموديَّةِ، التي فيها أُقِمتُمْ أيضًا معهُ بإيمانِ عَمَلِ اللهِ، الذي أقامَهُ مِنَ الأمواتِ. وإذ كنتُم أمواتًا في الخطايا وغَلَفِ جَسَدِكُمْ، أحياكُمْ معهُ، مُسامِحًا لكُمْ بجميعِ الخطايا" (كو2: 12-13).
لذلك يحق لنا بعد المعمودية فقط أن نقول: "مع المَسيحِ صُلِبتُ، فأحيا لا أنا، بل المَسيحُ يَحيا فيَّ. فما أحياهُ الآنَ في الجَسَدِ، فإنَّما أحياهُ في الإيمانِ، إيمانِ ابنِ اللهِ، الذي أحَبَّني وأسلَمَ نَفسَهُ لأجلي" (غل2: 20). "عالِمينَ هذا: أنَّ إنسانَنا العتيقَ قد صُلِبَ معهُ ليُبطَلَ جَسَدُ الخَطيَّةِ، كيْ لا نَعودَ نُستَعبَدُ أيضًا للخَطيَّةِ" (رو6: 6). أما من جهة الصليب نفسه، فقد صُلب السيد المسيح وحده لأنه "أحَبَّني وأسلَمَ نَفسَهُ لأجلي" (غل2: 20).

+ فلو كانت الكنيسة هي جسد المسيح المصلوب لما احتاج أعضاؤها أن يعتمدوا، ولكننا يحدث لنا العكس.. إننا نحتاج المعمودية لكي نُصلب فيها ونُدفن مع المسيح ونقوم.. "وأقامَنا معهُ، وأجلَسَنا معهُ في السماويّاتِ في المَسيحِ يَسوعَ" (أف2: 6).

+ والكنيسة أيضًا تشترك في آلام الصليب باحتمال كل أنواع الآلام من أجل المسيح.. "ومَنْ لا يأخُذُ صَليبَهُ ويتبَعُني فلا يَستَحِقُّني" (مت10: 38). إنه صليب آلام الاضطهاد وآلام الخدمة وأتعابها وآلام النُسك ومشقاته، والآلام الطبيعية.. "عالِمينَ أنَّ نَفسَ هذِهِ الآلامِ تُجرَى علَى إخوَتِكُمُ الذينَ في العالَمِ" (1بط5: 9).. ولكننا نحتملها بشكر فتصير شركة في صليب المسيح "صادِقَةٌ هي الكلِمَةُ: أنَّهُ إنْ كُنّا قد مُتنا معهُ فسَنَحيا أيضًا معهُ. إنْ كُنّا نَصبِرُ فسَنَملِكُ أيضًا معهُ. إنْ كُنّا نُنكِرُهُ فهو أيضًا سيُنكِرُنا" (2تي2: 11-12). "إنْ كُنّا نَتألَّمُ معهُ لكَيْ نتمَجَّدَ أيضًا معهُ" (رو8: 17).. أما صليب الجلجثة فلم يكن هناك غير يسوع المسيح وحده بجسده الخاص المبذول عن حياة العالم.

+ جسد المسيح المصلوب عنَّا هو جسد بلا عيب ولا لوم ولا خطية.. "الذي بروحٍ أزَلي قَدَّمَ نَفسَهُ للهِ بلا عَيبٍ" (عب9: 14)، "بدَمٍ كريمٍ، كما مِنْ حَمَلٍ بلا عَيبٍ ولا دَنَسٍ، دَمِ المَسيحِ" (1بط1: 19). أما نحن أعضاء الكنيسة.. "إنْ قُلنا: إنَّهُ ليس لنا خَطيَّةٌ نُضِلُّ أنفُسَنا وليس الحَقُّ فينا.... إنْ قُلنا: إنَّنا لم نُخطِئْ نَجعَلهُ كاذِبًا، وكلِمَتُهُ ليستْ فينا" (1يو1: 8، 10). أما السيد المسيح فقد "حَمَلَ خَطيَّةَ كثيرينَ وشَفَعَ في المُذنِبينَ" (إش53: 12). ولذلك قيل عنه: "لأنَّهُ جَعَلَ الذي لم يَعرِفْ خَطيَّةً، خَطيَّةً لأجلِنا، لنَصيرَ نَحنُ برَّ اللهِ فيهِ" (2كو5: 21). هو حَمَل خطايا الكنيسة على جسده الخاص، لنصير نحن بر الله فيه.

+ جسد السيد المسيح المولود من العذراء والخاص به، اتحد اتحادًا كاملاً أقنوميًا باللاهوت، كمثل اتحاد النفس بالجسد في الإنسان.. أما المسيح فقد اتحد بكنيسته كاتحاد الرجل بامرأته، فصارت الكنيسة جسده كما أن المرأة هي جسد الرجل والرجل رأسها، ولكن يظل الرجل رجلاً والامرأة امرأة.. كذلك يظل المسيح هو الله والكنيسة هي البشر المتحد بالله اتحاد الحب والإرادة والقداسة. "لأنَّ الرَّجُلَ هو رأسُ المَرأةِ كما أنَّ المَسيحَ أيضًا رأسُ الكَنيسَةِ، وهو مُخَلِّصُ الجَسَدِ" (أف5: 23).

+ في سر الزيجة "يكونُ الاِثنانِ جَسَدًا واحِدًا" (مت19: 5)، ومع ذلك مازال للرجل جسده الخاص وكذلك للمرأة.. والرجل يصير رأسًا للمرأة والمرأة جسد للرجل. على هذا المثال تكون الكنيسة جسدًا للمسيح والمسيح بجسده الخاص رأسًا للكنيسة.

+ جسد المسيح المتحد بلاهوته هو جسد مُحي نسجد له ونُمجده، ويعمل المعجزات، ويعطينا حياة أبدية حينما نأكله.. "مَنْ يأكُلُ جَسَدي ويَشرَبُ دَمي فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ... مَنْ يأكُلني فهو يَحيا بي" (يو6: 54، 57). أما الكنيسة جسد المسيح.. فليست فيها الألوهة، ولا تعطي حياة، ولا يمكن أن نأكلها.. إننا نسجد فقط لرأس الكنيسة "وهو رأسُ الجَسَدِ: الكَنيسَةِ. الذي هو البَداءَةُ، بكرٌ مِنَ الأمواتِ، لكَيْ يكونَ هو مُتَقَدمًا في كُل شَيءٍ" (كو1: 18). ولكننا لا نسجد للكنيسة ولا نعبدها، لأنها هي نحن (أعضاء الجسد)، فكيف نسجد لأنفسنا أو نعبد أنفسنا؟

إننا فعلاً "أعضاءُ جِسمِهِ، مِنْ لَحمِهِ ومِنْ عِظامِهِ" (أف5: 30).. ولكننا لسنا لاهوته وأقنومه، كمثل المرأة التي هي جسد الرجل "عَظمٌ مِنْ عِظامي ولَحمٌ مِنْ لَحمي" (تك2: 23)، ولكنها ليست ذات الرجل أو شخصه.. "هكذا نَحنُ الكَثيرينَ: جَسَدٌ واحِدٌ في المَسيحِ، وأعضاءٌ بَعضًا لبَعضٍ، كُلُّ واحِدٍ للآخَرِ" (رو12: 5). وبهذا المعنى تكون أجسادنا أعضاء المسيح.. "ألستُمْ تعلَمونَ أنَّ أجسادَكُمْ هي أعضاءُ المَسيحِ؟ أفآخُذُ أعضاءَ المَسيحِ وأجعَلُها أعضاءَ زانيَةٍ؟ حاشا!" (1كو6: 15). "لأنَّهُ كما أنَّ الجَسَدَ هو واحِدٌ ولهُ أعضاءٌ كثيرَةٌ، وكُلُّ أعضاءِ الجَسَدِ الواحِدِ إذا كانَتْ كثيرَةً هي جَسَدٌ واحِدٌ، كذلكَ المَسيحُ أيضًا" (1كو12: 12). والمسيح هو الرأس "صادِقينَ في المَحَبَّةِ، نَنمو في كُل شَيءٍ إلَى ذاكَ الذي هو الرّأسُ: المَسيحُ" (أف4: 15).

+خلاصة القول..

إن الجسد المُقدَّس على المذبح هو جسد السيد المسيح المولود من العذراء مريم، وهو جسد بلا خطية وبلا عيب، يضمنا إليه، ونتحد به عندما نعتمد باسمه، وعندما نأكله.. "نَحنُ الكَثيرينَ خُبزٌ واحِدٌ، جَسَدٌ واحِدٌ، لأنَّنا جميعَنا نَشتَرِكُ في الخُبزِ الواحِدِ" (1كو10: 17). "اجعلنا كلنا مستحقين يا سيدنا أن نتناول من قُدساتك طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا، لكي نكون جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا، ونجد نصيبًا وميراثًا مع جميع القديسين الذين أرضوك منذ البدء" (القداس الباسيلي).
وهذا الانضمام إلى جسد المسيح يكون الآن كعربون وفي الأبدية بالحقيقة.. وهذا كله بالنعمة الإلهية الممنوحة للبشر. وهذا الانضمام إلى جسد المسيح لا يُكسبنا صفات المسيح الإلهية، كمثل جهاز كهربائي لا يعمل إلاَّ باتحاده بالكهرباء، ولكنه عند اتحاده بها لا يصير هو نفسه (كهرباء)، ولكنه يظل (كهربائي)، ويعمل بقوة الكهرباء فيه.. كذلك نحن لا نحيا إلاَّ بالمسيح، ولكننا لا نصير (مسيحًا)، بل (مسيحيين) ونحيا بقوة حياة المسيح فينا.




( 12)
القداس الإلهي
لنيافة الأنبا رافائيل

رشومات الحَمَل
ومجد الثالوث

شرحنا فيما سبق أن الأب الكاهن في بداية صلاة القداس وبعد تقدمة الحَمَل يقف في صدر الهيكل مواجهًا الشعب، ويرفع القربانة المُختارة على وجهه بعد أن يكون قد لفها باللفائف، ويحمل الصليب مائلاً على القربانة كمثلما حَمَل السيد المسيح الصليب، ثم يعلن للشعب: "مجدًا وإكرامًا إكرامًا ومجدًا للثالوث القدوس".

ورأينا كيف يتمجَّد الثالوث بفِعل القداس الإلهي من خلال خلاص الناس بدم المسيح المسفوك على الصليب، والمُعطى لنا في ذبيحة الإفخارستيا.. "يُعطى عنَّا خلاصًا وغفرانًا للخطايا، وحياة أبدية لكل مَنْ يتناول منه". فالله يتمجَّد عندما نخلُص بحياته.
يتجه الكاهن إلى المذبح، وبعد أن يدور حوله يقف أمامه، ويرشم القربانة والأباركة بالثلاث رشومات مجدًا للثالوث قائلاُ:

في الرشم الأول: "باسم الآب والابن والروح القدس. مبارك الله الآب ضابط الكل. آمين".

وفي الرشم الثاني: "مبارك ابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا. آمين".

وفي الرشم الثالث: "مبارك الروح القدس المُعزى. آمين". وفي كل رشم يرد الشماس قائلاً: "آمين".

ويختم الكاهن التمجيد قائلاً سرًا: "مجدًا وإكرامًا إكرامًا ومجدًا للثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس. آمين"، وهو يضع القربانة في مكانها في الصينية على المذبح.
وفي أثناء ذلك يُرتل الشماس بلحن جميل "إسباتير" (واحد هو الآب القدوس. واحد هو الابن القدوس. واحد هو الروح القدس).

ثم يرد الشعب بلحن "ذوكصابتري" (المجد للآب والابن والروح القدس الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين). هنا يكون قد اكتمل تمجيد الثالوث من الكاهن، ثم الشماس، ثم الشعب.. في سيمفونية رائعة.

مَنْ لا يُؤمن بالثالوث لن يجد له مكانًا بيننا في القداس.. فالقداس هو مجد الثالوث. ومَن لا يُمجِّد الثالوث بالصلاة لا يستحق أن يشترك في التناول من جسد الابن الوحيد في نهاية القداس. لذلك نحن نبدأ صلواتنا بتمجيد الثالوث، ولا نكُف طوال الصلاة أن نُمجِّد الثالوث القدوس. وأيضًا في نهاية القداس يُصلي الكاهن سرًا: "ثبتنا في إيمانك الثالوثي إلى الانقضاء".
يا للهيبة والوقار الذي يحيط بصلواتنا المُقدَّسة. إننا نقف أمام الثالوث كُلي القداسة، نتكلّم معه ونُسبِّحه!!

إن الملائكة يقفون بكل وقار وخشوع أمام الحضرة الإلهية، ويُسبِّحون بكل هيبة: "السَّرافيمُ واقِفونَ فوقَهُ، لكُل واحِدٍ سِتَّةُ أجنِحَةٍ، باثنَينِ يُغَطي وجهَهُ، وباثنَينِ يُغَطي رِجلَيهِ، وباثنَينِ يَطيرُ. وهذا نادَى ذاكَ وقالَ: "قُدّوسٌ، قُدّوسٌ، قُدّوسٌ رَبُّ الجُنودِ. مَجدُهُ مِلءُ كُل الأرضِ". فاهتَزَّتْ أساساتُ العَتَبِ مِنْ صوتِ الصّارِخِ، وامتَلأَ البَيتُ دُخانًا" (إش6: 2-4).

حقًا.. "مَنْ مِثلُكَ بَينَ الآلِهَةِ يارَبُّ؟ مَنْ مِثلُكَ: مُعتَزًّا في القَداسَةِ، مَخوفًا بالتَّسابيحِ، صانِعًا عَجائبَ؟" (خر15: 11). لقد سبَّحه الآباء بخوف واحترام.. اسمع ما يقوله نحميا في صلاته المُقدَّسة: "أيُّها الرَّبُّ إلهُ السماءِ، الإلهُ العظيمُ المَخوفُ، الحافِظُ العَهدَ والرَّحمَةَ لمُحِبيهِ وحافِظي وصاياهُ" (نح1: 5). ويأمرنا المزمور أن نعبُد الرب بخوف: "اعبُدوا الرَّبَّ بخَوْفٍ، واهتِفوا برَعدَةٍ" (مز2: 11). "أمّا أنا فبكَثرَةِ رَحمَتِكَ أدخُلُ بَيتَكَ. أسجُدُ في هيكلِ قُدسِكَ بخَوْفِكَ" (مز5: 7). "لأنَّ الرَّبَّ عَليٌّ مَخوفٌ، مَلِكٌ كبيرٌ علَى كُل الأرضِ" (مز47: 2). "مَخوفٌ أنتَ يا اللهُ مِنْ مَقادِسِكَ. إلهُ إسرائيلَ هو المُعطي قوَّةً وشِدَّةً للشَّعبِ. مُبارَكٌ اللهُ!" (مز68: 35). "إلهٌ مَهوبٌ جِدًّا في مؤامَرَةِ القِديسينَ، ومَخوفٌ عِندَ جميعِ الذينَ حولهُ" (مز89: 7).

ربي يسوع..

كيف بعد كل ذلك أقف أمام حضرتك الإلهية بتراخٍ وكسل،
وكيف أُسبِّحك بقلب منقسم شارد.. وغير خائف من حضور الثالوث!!
دعني يا سيدي أخدمك بوقار وهيبة يليقان بالمذبح المُقدَّس.

+سلامًا وبُنيانًا لكنيسة الله

إذا كانت الإفخارستيا هي تمجيد الثالوث.. فهي أيضًا سلام الكنيسة وبُنيانها.
لقد تكلَّم مُعلِّمنا بولس الرسول عن سلام وبُنيان الكنيسة حينما قال: "وهو أعطَى البَعضَ أنْ يكونوا رُسُلاً، والبَعضَ أنبياءَ، والبَعضَ مُبَشرينَ، والبَعضَ رُعاةً ومُعَلمينَ، لأجلِ تكميلِ القِديسينَ لعَمَلِ الخِدمَةِ، لبُنيانِ جَسَدِ المَسيحِ، إلَى أنْ نَنتَهيَ جميعُنا إلَى وحدانيَّةِ الإيمانِ ومَعرِفَةِ ابنِ اللهِ. إلَى إنسانٍ كامِلٍ. إلَى قياسِ قامَةِ مِلءِ المَسيحِ" (أف4: 11-13).
إن الكنيسة هي المؤمنين المُتحدين معًا بالمسيح: "هكذا نَحنُ الكَثيرينَ: جَسَدٌ واحِدٌ في المَسيحِ، وأعضاءٌ بَعضًا لبَعضٍ، كُلُّ واحِدٍ للآخَرِ" (رو12: 5). "لأنَّهُ كما أنَّ الجَسَدَ هو واحِدٌ ولهُ أعضاءٌ كثيرَةٌ، وكُلُّ أعضاءِ الجَسَدِ الواحِدِ إذا كانَتْ كثيرَةً هي جَسَدٌ واحِدٌ، كذلكَ المَسيحُ أيضًا" (1كو12: 12). "لأنَّنا أعضاءُ جِسمِهِ، مِنْ لَحمِهِ ومِنْ عِظامِهِ" (أف5: 30).
وبناء الكنيسة يكون بتجميع المؤمنين، وربطهم معًا بالمسيح.. "مَبنيينَ علَى أساسِ الرُّسُلِ والأنبياءِ، ويَسوعُ المَسيحُ نَفسُهُ حَجَرُ الزّاويَةِ" (أف2: 20). "كونوا أنتُمْ أيضًا مَبنيينَ - كَحِجارَةٍ حَيَّةٍ - بَيتًا روحيًّا، كهَنوتًا مُقَدَّسًا، لتقديمِ ذَبائحَ روحيَّةٍ مَقبولَةٍ عِندَ اللهِ بيَسوعَ المَسيحِ" (1بط2: 5).
والإفخارستيا هي الوسيلة العظمى لتثبيتنا معًا في المسيح، فتُبنى الكنيسة، وتنمو، وتعيش في سلام.. "اُثبُتوا فيَّ وأنا فيكُم. كما أنَّ الغُصنَ لا يَقدِرُ أنْ يأتيَ بثَمَرٍ مِنْ ذاتِهِ إنْ لم يَثبُتْ في الكَرمَةِ، كذلكَ أنتُمْ أيضًا إنْ لم تثبُتوا فيَّ" (يو15: 4). "مَنْ يأكُلْ جَسَدي ويَشرَبْ دَمي يَثبُتْ فيَّ وأنا فيهِ" (يو6: 56). "أنا الكَرمَةُ وأنتُمُ الأغصانُ. الذي يَثبُتُ فيَّ وأنا فيهِ هذا يأتي بثَمَرٍ كثيرٍ، لأنَّكُمْ بدوني لا تقدِرونَ أنْ تفعَلوا شَيئًا. إنْ كانَ أحَدٌ لا يَثبُتُ فيَّ يُطرَحُ خارِجًا كالغُصنِ، فيَجِفُّ ويَجمَعونَهُ ويَطرَحونَهُ في النّارِ، فيَحتَرِقُ. إنْ ثَبَتُّمْ فيَّ وثَبَتَ كلامي فيكُم تطلُبونَ ما تُريدونَ فيكونُ لكُمْ" (يو15: 5-7).
ربي يسوع البار..
ثبتني فيك لأحيا بكَ ولكَ.. فأنا بدونك ليس لي حياة.

ربي يسوع..

اجمع كنيستك في شخصك الكريم.
اجعل أعضاءك المؤمنين لا يهملون أن يثبتوا فيك بالتناول من جسدك المُقدَّس ودمك الإلهي الكريم.
"اجعلنا كلنا مستحقين يا سيدنا أن نتناول من قُدساتك طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا،
لكي نكون جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا، ونجد نصيبًا وميراثًا مع جميع القديسين الذين أرضوك منذ البدء".


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجزء الخامس من القداس الالهى بقلم الانبا روفائيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
yso3-love.mam9.com :: † المنتديــــات الكتابيــــة† :: † منتــــدى الطقــــس الدينــــى†-
انتقل الى: